Dubai Times

Live, Love, Leverage – Ya Habibi!
10. 05. 2025

تحول السعودية في استراتيجية الاستشارات: التركيز على التوطين والأثر

تشير الإجراءات الأخيرة لصندوق الاستثمارات العامة إلى إعادة تقييم لشركات الاستشارات الأجنبية ودعوة للخبرات المحلية في رؤية السعودية 2030.
برزت المملكة العربية السعودية كسوق حيوي لشركات الاستشارات العالمية، خاصة مع التنفيذ المستمر لرؤية 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.

ومع ذلك، فإن قرار صندوق الاستثمارات العامة (PIF) الأخير بتعليق عمل شركة استشارية عالمية كبرى حتى فبراير 2026 يشير إلى تحول كبير في نهج المملكة العربية السعودية تجاه خدمات الاستشارات.

بينما تبقى الأسباب المحددة لهذا القرار غير معروفة، فإنه يوحي بوجود طلب متزايد داخل المملكة من أجل تأثير محلي أكبر، وشفافية، وإنشاء قيمة مستدامة من المشاركات الاستشارية.

لقد كانت مشهد الاستشارات في السعودية تاريخياً يهيمن عليه الشركات الدولية التي غالباً ما تقدم تقارير استراتيجية عالية المستوى لكنها واجهت صعوبة في نقل المعرفة وبناء القدرات على المدى الطويل.

وقد أبرز النقاد، بمن فيهم الأمير عبد العزيز بن سلمان، وزير الطاقة السعودي، أوجه قصور المستشارين الأجانب في تعزيز الخبرات المحلية.

على الرغم من وجود حوالي 6000 شركة استشارية في المملكة، فإن حوالي 5% فقط منها مملوكة محلياً، مما يثير المخاوف بشأن فعالية المستشارين الأجانب كشركاء طويلين الأجل بدلاً من حلول قصيرة الأجل.

يؤكد قرار صندوق الاستثمارات العامة الأخير على الحاجة الملحة لشركات الاستشارات للاستثمار في تطوير المواهب والقدرات المحلية.

بالإضافة إلى فجوة التوطين، تواجه قطاع الاستشارات تحديات تتعلق بممارسات التوظيف داخل المملكة العربية السعودية.

وقد أفاد العديد من المهنيين المحليين بتجاهلهم لصالح الوافدين، حيث تتأثر قرارات التوظيف بالجنسية بدلاً من المؤهلات.

لقد نجحت مبادرة التوطين الحكومية في دمج 64000 سعودي في القوى العاملة؛ ومع ذلك، لا تزال العديد من الأدوار عالية المهارة، وخاصة في الاستشارات، تشغلها الأغلبية من الوافدين.

اعتبارًا من مارس 2024، ت mandates الحكومة أن تحقق شركات الاستشارات معدل توطين بنسبة 40%، على الرغم من أن الامتثال وإنفاذ هذه اللوائح يختلف، وبصفة خاصة في المناصب الإدارية المتوسطة حيث يمكن أن تؤثر الشبكات الشخصية على قرارات التوظيف.

استجابةً لهذه المخاوف، قامت المملكة العربية السعودية بتنفيذ سلسلة من المبادرات الهادفة إلى تعزيز التوطين والمراقبة.

قدمت برامج التدريب مثل تمهير الدعم لأكثر من 200,000 سعودي، بينما تدفع الهيئة المحلية للمحتوى نحو تطوير أكبر للشركات الاستشارية المحلية.

علاوة على ذلك، تُقيم الحكومة معايير الامتثال الأكثر صرامة، مع فرض عقوبات مالية وحظر محتمل على الشركات التي لا تستوفي متطلبات التوطين والحوكمة.

تشير هذه التدابير إلى أنه يتعين على شركات الاستشارات مواءمة نماذج أعمالها مع الأهداف الوطنية للمملكة العربية السعودية للحفاظ على الوصول إلى واحدة من أكثر أسواق الاستشارات ربحية في العالم.

يعكس قرار الصندوق تحولاً أوسع في صناعة الاستشارات، حيث أصبح العملاء أكثر انتقائية ويطلبون تأثيرات قابلة للقياس بدلاً من التحليلات النظرية.

تُطلب الآن من شركات الاستشارات إظهار قيمتها من خلال مؤشرات الأداء الرئيسية (KPIs) والنتائج المدفوعة بالعائد على الاستثمار (RoI).

يرافق هذا الاتجاه زيادة في التدقيق التنظيمي، خاصة في قطاعات مثل الحكومة، والتمويل، والطاقة.

قد تواجه الشركات التي لا تتكيف مع هذه التوقعات المتغيرة مخاطر على السمعة وخسائر كبيرة في الإيرادات.

تبدأ الشركات الاستشارية الصغيرة المتخصصة، ولا سيما تلك التي تركز على قطاعات مثل الطيران، والتكنولوجيا المالية، والاستدامة، في الحصول على عقود كانت تقليديًا تفضل الشركات الأكبر.

تمكِّنها قدرتها على تقديم حلول مخصصة وفعالة من حيث التكلفة من أن تكون أكثر جاذبية للعملاء الذين يبحثون عن نتائج ملموسة.

نتيجة لذلك، فإن النموذج الاستشاري التقليدي الذي يركز على تقديم نصائح عامة وعالية المستوى يتعرض لضغوط متزايدة للتطور.

ستحدد المشهد المستقبلي لشركات الاستشارات في المملكة العربية السعودية تلك التي تحتضن التخصص، وتظهر تأثيرًا واضحًا، وتعزز هياكل الحوكمة.

تجد الشركات التي تستفيد من التحليلات المدفوعة بالذكاء الاصطناعي، والأتمتة، والأدوات الرقمية نفسها في وضع أفضل لتعزيز الكفاءة وتقديم نتائج قابلة للقياس.

بينما يتنقل قطاع الاستشارات خلال هذه الفترة من التحول الكبير، من الواضح أن التركيز على تقديم النصائح العامة والجهود السطحية للتوطين لم يعد كافيًا.

في الأشهر القادمة، من المحتمل أن تجد الشركات التي تتوافق مع طموحات رؤية 2030 للمملكة العربية السعودية وتستثمر بنشاط في المواهب والقدرات المحلية فرص جديدة للنجاح.
Newsletter

Related Articles

Dubai Times
×