توقع تراجع كبير في الشعب المرجانية في الخليج العربي بسبب تغير المناخ
تتوقع دراسة عالمية جديدة انخفاضًا كبيرًا في تغطية المرجان في الخليج العربي بحلول نهاية القرن، نتيجة لارتفاع درجات حرارة البحر.
تشير تحليل عالمي حديث إلى أن أنظمة الشعاب المرجانية في الخليج العربي قد تُفقد تقريبًا بالكامل بحلول نهاية القرن بسبب ارتفاع درجات حرارة البحر المستمر.
تتوقع الأبحاث أن تغطية الشعب المرجانية في الخليج بين عامي 2090 و 2099 قد تنخفض بنسبة تتراوح بين 75 إلى 100 في المئة مقارنة بمستويات الملاحظة بين عامي 2010 و 2019.
تختلف التوقعات اعتمادًا على اتجاهات انبعاث غازات الدفيئة المستقبلية، حيث يُقدَّر السيناريو "المعتدل" بانخفاض عام في تغطية الشعب المرجانية العالمية بنحو 58 في المئة بحلول نهاية القرن.
تسلط الدراسة، التي أجراها علماء من مؤسسات متنوعة، الضوء على أن الشعاب المرجانية في المناطق الحارة بشكل كبير ستكافح للهجرة إلى مناطق أكثر برودة بسرعة كافية للتخفيف من آثار ارتفاع درجات حرارة المحيطات.
تشير النتائج، التي نُشرت في مجلة ساينس أدفانس، إلى أن أكثر الانخفاضات حدة في صحة الشعب المرجانية متوقع أن تحدث خلال السنوات الأربعين إلى الثمانين القادمة.
يشير المؤلفون إلى أنه في حين قد تشهد بعض المناطق، مثل الساحل الجنوبي لأستراليا، زيادات في تغطية الشعب المرجانية، يُتوقع أن يكون الخليج العربي من بين المناطق الأكثر تضررًا.
أكد الدكتور نوام فوغت-فينسنت، المؤلف الرئيسي للدراسة من جامعة هاواي في مانوا، أن الملاحظات المتعلقة بأحداث تبيض الشعاب المرجانية—حيث تطرد الشعاب المرجانية الطحالب الضرورية لب بقائها—تدعم توقعات الدراسة.
مع ارتفاع درجات حرارة المحيطات، تتغير الظروف المناسبة لتشكيل الشعب المرجانية بعيدًا عن المناطق الاستوائية.
لقد تم التشكيك في الافتراضات السابقة التي تُشير إلى أن المياه شبه الاستوائية والمعتدلة قد تكون بمثابة "ملاذات" لأنواع الشعاب المرجانية الاستوائية.
تشير الأبحاث إلى أنه في حين قد يحدث تأخر في هجرة الشعاب المرجانية إلى خطوط العرض الأعلى، فإن الإطار الزمني المطلوب—قرون—يتجاوز بكثير التهديدات الفورية التي تواجهها من تغير المناخ.
يعد الخليج العربي معرضًا بشكل خاص، حيث ارتفعت درجات حرارته بنحو 1.0 إلى 1.5 درجة مئوية على مدى الأربعين إلى الخمسين عامًا الماضية، وهو معدل يتجاوز المتوسط العالمي.
أعادت الدكتورة ديانا فرانسيس، أستاذ مساعد في جامعة خليفة في أبوظبي، التأكيد على أن الطبيعة الضحلة وشبه المغلقة للخليج وارتفاع تعرضه لأشعة الشمس تساهم في ارتفاع درجات حرارته بسرعة.
تعتبر تداعيات هذا البحث مهمة، خاصةً مع ارتفاع مستويات البحر، التي تنتج عن كل من التمدد الحراري وذوبان الألواح الجليدية، مما يهدد النظم البيئية البحرية بشكل أكبر.
لاحظ البروفيسور جون بيرت من جامعة نيويورك في أبوظبي، الذي يدرس أنظمة الشعاب المرجانية في الإمارات، أن الأبحاث الجارية تؤكد عدم كفاية توسيع نطاق الشعاب المرجانية لمواجهة آثار تغير المناخ.
تكشف الدراسة أن عددًا محدودًا فقط من أنواع الشعاب المرجانية قادرة على التكيف مع البيئات الجديدة، وأن تنوع أنظمة الشعاب المرجانية قد لا يتم الحفاظ عليه من خلال هجرة النطاق وحدها.
تُعتبر أنواع الشعاب المرجانية في الخليج العربي من بين الأكثر تحملاً للحرارة على مستوى العالم؛ ومع ذلك، فهي تظل معرضة لتغير المناخ وقد عانت بالفعل من خسائر كبيرة، حيث اختفى أكثر من 80 في المئة من الشعاب المرجانية في بعض الشعاب الإقليمية في العقد الماضي.
ردًا على تدهور صحة الشعاب المرجانية، تم تقديم مبادرات في أبوظبي لزرع ملايين من مستعمرات الشعاب المرجانية عبر أكثر من 900 هكتار، تديرها هيئة البيئة في أبوظبي.
وبالإضافة إلى ذلك، أفادت التقارير أن هذه الجهود أسفرت عن استعادة أكثر من مليون مستعمرة من الشعاب المرجانية.
علاوة على ذلك، يجري البحث في التربية الانتقائية لتطوير يرقات شعاب مرجانية تتحمل الحرارة، مما قد يخلق ملايين النسل القادر على البقاء في درجات حرارة مرتفعة.
يؤكد الخبراء على ضرورة تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لحماية مرونة الشعاب المرجانية على المدى الطويل.
كما يشيرون إلى أن معالجة الضغوط الأخرى، مثل التلوث والصيد الجائر، قد يكون لها تأثيرات مفيدة على استعادة الشعاب المرجانية.
ومع ذلك، تحذر التحذيرات من أنه بدون努力 عالمي لإدارة انبعاثات الكربون، يظل مستقبل أنظمة الشعاب المرجانية غير مؤكد.
Translation:
Translated by AI
Newsletter
Related Articles