ابتكارات الذكاء الاصطناعي المهيأة لتحويل مشهد الرعاية الصحية خلال العقد المقبل
يتوقع الخبراء الطبيون تحقيق تقدم كبير في تشخيص وعلاج ستة أمراض رئيسية من خلال تطبيق الذكاء الاصطناعي.
من المتوقع أن تحدث الذكاء الاصطناعي (AI) تغييرات تحويلية في الرعاية الصحية على مدى العقد القادم، مع تحديد ستة أمراض رئيسية كمرشحين محتملين لمثل هذه التقدمات.
يقترح الخبراء أن تحسينات الذكاء الاصطناعي ستعزز الدقة في التشخيص، وتمكن من علاجات مخصصة، وتساعد في تسهيل استراتيجيات الوقاية الفعالة، مما يؤدي في النهاية إلى تقليل معدلات الوفيات وتخفيف العبء على أنظمة الرعاية الصحية.
تشمل الأمراض التي يُتوقع أن تشهد تقدمًا كبيرًا أمراض القلب والأوعية الدموية، ومجموعة متنوعة من السرطانات (خاصة سرطان الثدي، والرئة، والجلد، والبروستات، والقولون)، ومرض السكري من النوع الثاني، وأمراض التنكس العصبي مثل الزهايمر وباركنسون، والأمراض المعدية، والاضطرابات الوراثية.
غالبًا ما ترتبط هذه الحالات بمعدلات عالية من الوفيات أو الإعاقات طويلة الأمد، مما يبرز أهمية التنبؤ المبكر والتدخل في مكافحتها.
أكد الدكتور عمر الحمادي، نائب رئيس جمعية الإمارات للطب الباطني واستشاري في الطب الباطني وطب نمط الحياة، أن التطورات السريعة في الذكاء الاصطناعي تمثل نقطة تحول حاسمة في الرعاية الصحية.
وأشار إلى أنه من المحتمل أن تشهد السنوات القادمة تحسينات كبيرة في القدرة على التنبؤ بالأمراض المزمنة والخطيرة، مما يجعل الكشف المبكر والتدخل عنصرًا حاسمًا في الرعاية الصحية.
تعد تقنيات الذكاء الاصطناعي بوعد بتحسينات كبيرة في نتائج العلاج، بالإضافة إلى التوقعات بتقليل معدلات الوفيات المرتبطة بالأمراض المزمنة والسرطان.
يمكن أن تؤدي التدخلات المبكرة المدعومة بالذكاء الاصطناعي إلى انخفاض في حدوث هذه الأمراض، مما قد يجعل بعض الحالات القابلة للعلاج غير المطروحة في المستقبل من خلال تحسين دقة التشخيص والعلاجات المستهدفة.
في علم الأورام، يتم استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد لتحليل بيانات الصور، مما يحسن دقة الكشف عن الأورام في مراحلها المبكرة.
على سبيل المثال، تتضمن التقدمات نموذجًا يمكنه تحديد سرطان البنكرياس بمتوسط 438 يومًا قبل إجراء تشخيص سريري، حتى عندما لا تكون الأعراض موجودة.
أظهرت أبحاث أخرى نموذجًا للذكاء الاصطناعي قادرًا على اكتشاف سرطان بطانة الرحم بدقة تبلغ 99.26%.
في صحة القلب والأوعية الدموية، تسهم تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحليل بيانات تخطيط القلب الكهربائي، مما يسهل التعرف المبكر على المشكلات المحتملة بالقلب.
بالإضافة إلى ذلك، تُستخدم أجهزة الاستشعار غير الغازية المدمجة مع الذكاء الاصطناعي لمراقبة بيانات المرضى الفسيولوجية والبيئية، مما يدعم الكشف المبكر والتنبؤ بتقدم الحالات المزمنة.
في إدارة مرض السكري، يقوم الذكاء الاصطناعي بتحليل بيانات المرضى للتنبؤ بمخاطر مستويات السكر في الدم المرتفعة أو المنخفضة، مما يسمح بالتدخلات الطبية الاستباقية.
أفاد الدكتور هشام تايل، أخصائي القلب، أن الذكاء الاصطناعي أصبح جانبًا أساسيًا في الطب الحديث، مزودًا بإمكانيات كبيرة لتحسين جودة الرعاية الصحية، وتسريع التشخيص، والمساعدة في الوقاية من الأمراض قبل أن تصبح حادة.
تحول تقنيات الذكاء الاصطناعي نماذج الرعاية الصحية التقليدية من خلال تقييم نتائج الصور أو بيانات المختبر لتقديم رؤى تشخيصية أولية، إلى جانب إنشاء ملفات صحية شاملة من خلال دمج بيانات صحية متعددة، بما في ذلك السجلات الطبية الإلكترونية، والعوامل الوراثية، والتاريخ العائلي.
تتيح هذه التكاملات لأنظمة الذكاء الاصطناعي تحليل الاستعدادات الجينية والتاريخ الطبي العائلي لتقييم مخاطر الفرد المقبلة من الأمراض المزمنة أو الحالات الوراثية، مثل السكري أو أمراض القلب والأوعية الدموية أو السرطانات، مما يمكن المتخصصين في الرعاية الصحية من بدء التدابير الوقائية المبكرة.
تم تحديد ست فئات رئيسية من الأمراض التي يُتوقع أن يؤثر الذكاء الاصطناعي بشكل كبير على التشخيص والعلاج والوقاية فيها خلال العقد القادم.
تشمل هذه الفئات أمراض القلب والأوعية الدموية، حيث يتم توقع المخاطر بناءً على بيانات حيوية وعوامل الحياة، والسرطانات، بما في ذلك سرطان الثدي والرئة والجلد والبروستات والقولون، حيث يقدر الذكاء الاصطناعي المخاطر بناءً على الجينات والسلوكيات والعوامل البيئية.
بالإضافة إلى ذلك، يتم تعزيز إدارة مرض السكري من النوع الثاني من خلال أجهزة المراقبة التي يمكن أن تنبه المرضى بحدوث حالات نقص سكر الدم أو زيادة سكر الدم قبل حدوثها، إلى جانب برامج غذائية ورياضية مخصصة تعتمد على تحليل البيانات البيومترية.
تستفيد الاضطرابات العصبية من الذكاء الاصطناعي من خلال تحليل أنماط الكلام والحركة كعلامات مبكرة، بينما يمكن التنبؤ بالأمراض المعدية، مثل الإنفلونزا أو كوفيد-19، من خلال بيانات الصحة المجتمعية ونمذجة تفشي الأمراض في الوقت الحقيقي.
تُقيَّم الاضطرابات الوراثية من خلال تحليل التاريخ العائلي والبيانات الجينية لتقدير مستويات المخاطر للحالات المستقبلية.
يتجاوز دور الذكاء الاصطناعي مجرد التطبيق التكنولوجي حيث أصبح شريكًا حيويًا في الجهود السريرية، مما يعيد تشكيل العمليات مثل سرعة التشخيص، وتحليل التاريخ العائلي، والاكتشاف المبكر، وإدارة الأمراض المزمنة من خلال قدرات تنبؤية متطورة.
تؤكد الدكتورة حنان الحنا الحضور الفعال للذكاء الاصطناعي كأحد أبرز الأدوات الناشئة في الطب المعاصر، مشددة على إمكانيته في إحداث تغيير كبير في الكشف المبكر عن الأمراض والوقاية من الأمراض المزمنة من خلال قدرات تحليل البيانات الواسعة.
أشار الدكتور يوسف الحساني، استشاري في الصحة العامة والطب الوقائي، إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي في أنظمة الإنذار المبكر في رصد الأوبئة قد يحتمل أن يغير طريقة الاستجابة الصحية.
من خلال استخدام مجموعات بيانات واسعة مع الحد الأدنى من المدخلات البشرية، يمكن للذكاء الاصطناعي تقليل الوقت المطلوب لتحديد إشارات الوباء بشكل كبير مقارنة بأساليب المراقبة التقليدية.
وفقًا لوثائق تم إعدادها كمسودة لقمة صحية عالمية، تسلط الفجوات في أنظمة الاستعداد والاستجابة للوباء الضوء على ضرورة الاستثمار الكبير في أطر فعالة ومرنة، مع تقديرات تشير إلى الحاجة إلى 31.1 مليار دولار لضمان الجاهزية الشاملة للأوبئة.
من ذلك، سيكون هناك حاجة لاستثمار سنوي قدره 10.4 مليار دولار لأنظمة المراقبة والإنذار المبكر المحسّنة.
تمكّن الأنظمة المدفوعة بالذكاء الاصطناعي صانعي القرار ومؤسسات الاستجابة للطوارئ من خلال توفير بيانات دقيقة وفي الوقت المناسب، ودعم تحليلي، ومعرفة متخصصة، مما يعزز بشكل كبير الكشف المبكر عن المخاطر الصحية.
Translation:
Translated by AI
Newsletter
Related Articles