Dubai Times

Live, Love, Leverage – Ya Habibi!
22. 03. 2025

اتفاق مار-a-لاجو: حل محتمل لتحديات ترامب الاقتصادية

إطار السياسة الاقتصادية المقترح يثير تساؤلات حول دور الدولار الأمريكي وديناميات التجارة الدولية.
في ضوء الاضطرابات المحتملة التي تنشأ من سياسات التجارة التي يتبناها دونالد ترامب، يتزايد التدقيق حول ما إذا كانت إدارة ترامب يمكن أن تتبنى سياسة اقتصادية أكثر تماسكاً تقلل من الآثار الضارة بينما تحافظ على أهداف الرئيس الحمائية.

تشير شخصيات رئيسية في الإدارة، بما في ذلك وزير الخزانة سكوت بيسن ورئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين ستيفن ميران، إلى أن تحقيق هذا التوازن ممكن.

لفهم النهج الاقتصادي المعقد لإدارة ترامب، يجب النظر في كتابات ميران بعنوان "دليل المستخدم لإعادة هيكلة النظام التجاري العالمي"، الذي نُشر في نوفمبر 2024. بينما يؤكد ميران أن هذه الدراسة ليست دعوة لتبني سياسة معينة، فإن الآثار المترتبة عليها ملحوظة.

تحليل ميران يستند إلى فرضية من الاقتصادي البلجيكي روبرت تريفيتن، الذي اقترحها في أوائل الستينيات، مفادها أن تلبية الطلب المتزايد على الدولار كأصل احتياطي تتطلب وجود عجز مستمر في الحساب الجاري الأمريكي.

هذا السيناريو أدى تاريخياً إلى ارتفاع قيمة الدولار مقارنة بما سيكون مطلوبًا لاستقرار ميزان المدفوعات.

وفقًا لتريفيتن، فإن الأداء التجاري الضعيف بمرور الوقت يقوض الثقة في السعر الثابت للدولار بالنسبة للذهب.

شُهدت صحة هذه النظرية في أغسطس 1971 عندما علّق الرئيس ريتشارد نيكسون قابلية الدولار للتحويل إلى ذهب، مما أدى إلى إعادة التفاوض حول ترتيبات أسعار الصرف الثابتة التي تفككت بسرعة، مما أفسح المجال للنظام الحالي لأسعار الصرف العائمة.

يطبق ميران هذه المنظور التاريخي على الظروف المعاصرة في الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن أحداث الستينيات والسبعينيات توفر إطارًا أكثر صلة لفهم النقاشات الاقتصادية اليوم مقارنةً باتفاقيات بلازا ولوفر في الثمانينيات، التي كانت تهدف إلى إدارة أسعار الصرف العائمة وسط اختلالات بين الدولار وعملات أخرى، لا سيما الين الياباني والمارك الألماني.

تقترح المبادرة الحالية إنشاء نظام إدارة عالمي لأسعار الصرف.

يجادل ميران أن تفضيل معظم الدول المتواصل لحيازة الدولارات كعملة احتياطية، على غرار الوضع في الستينيات، يؤدي إلى تقدير كبير للدولار، مما يعمق العجز في الحساب الجاري ويؤثر سلبًا على إنتاج السلع القابلة للتداول، خاصة في التصنيع.

هذا يمثل معضلة اقتصادية معقدة للولايات المتحدة، حيث يجب عليها تحقيق توازن بين فوائد التمويل الرخيص ومكانتها العالمية مع المخاطر الاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بانحدار القطاع التصنيعي.

ومع ذلك، فإن الرئيس ترامب حريص على حماية الصناعة المحلية بينما يحافظ في نفس الوقت على المكانة العالمية للدولار.

تتضمن إحدى الحلول المقترحة اتخاذ إجراءات أحادية الجانب من قبل الولايات المتحدة لتخفيض قيمة الدولار، حيث يتمثل أحد الأساليب في تشديد السياسة المالية مع سياسة نقدية أكثر مرونة، على الرغم من أن هذا قد يتعارض مع رغبة الرئيس في توسيع خفض الضرائب الذي تم تنفيذه في 2017. تشمل خيارًا آخر الضغط على الاحتياطي الفيدرالي لخفض قيمة الدولار، على الرغم من أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى عواقب وخيمة على الاقتصاد، بما في ذلك ارتفاع التضخم وتدني قيمة الدولار، مما يذكرنا بالوضع في السبعينيات.

بدلاً من ذلك، يمكن أن يؤدي الاعتماد فقط على التعريفات أيضًا إلى ارتفاع قيمة الدولار، مما يؤثر سلبًا على الصادرات الأمريكية.

يحدد ميران أن التعريفات يجب أن تخدم ليس فقط لحماية الصناعات المحلية ولكن أيضًا كأداة تفاوض لتحقيق اتفاق دولي أوسع.

تشترط الأهداف الرامية لتعزيز القطاع الصناعي من خلال مزيج من التعريفات وضعف الدولار التعاون الدولي.

تم وضع إطار محتمل، يُشار إليه باسم "اتفاق مار أ لاغو"، وقد تم توضيحه.

سيعالج هذا الاتفاق مكونين رئيسيين: جانب اقتصادي، يتضمن تخفيف القيود الحالية، وبعد سياسي سيعترفconditionally ببعض الدول كحلفاء للولايات المتحدة بناءً على قبولها لهذا الاتفاق.

في هذا السياق، تشمل الاقتراحات إقناع حاملي الدين الأمريكي الأجانب بتحويل حيازاتهم قصيرة الأجل إلى سندات دولار أمريكية طويلة الأجل، مما يسمح بمزيد من المرونة للمزيج المطلوب من السياسات المالية والنقدية التوسعية.

يمكن اعتبار هذا النهج الجيوسياسي استغلالًا للاتفاقيات التجارية تحت ستار الحماية، مما يثير العديد من الأسئلة الهامة:

أولاً، هل تحليل ميران للتفاعل بين دور الدولار كعملة احتياطية، والعجز المزمن في الحساب الجاري الأمريكي، والانخفاض في وظائف وإنتاج التصنيع دقيق؟

تظل الإجابة غير مؤكدة، لا سيما لأن الولايات المتحدة ليست الدولة الوحيدة ذات الدخل المرتفع التي تعاني من تراجع في قوتها العاملة الصناعية.

ثانيًا، هل يمكن أن يمكّن الاتفاق المقترح بشأن العملة الولايات المتحدة من التوفيق بشكل أفضل بين دور الدولار كعملة احتياطية وأهدافه القطاعية مقارنةً بالبدائل المحتملة الأخرى؟

ثالثًا، ما هي احتمالية الوصول إلى اتفاق مع ترامب بشأن الأهداف والآليات المعقدة الموضحة في هذا الاقتراح؟

وأخيرًا، هل يمكن الاعتماد على ترامب للتمسك بأي اتفاق يدخل فيه؟

مع الإجراءات السابقة التي أثارت الشكوك حول الالتزامات الأمريكية تجاه أوكرانيا وحلف الناتو، تظل الثقة في قدرة الإدارة على تأمين اتفاق موثوق غامضة.
Newsletter

Related Articles

Dubai Times
×