على مدار السنوات الثلاث الماضية، عززت دولة الإمارات العربية المتحدة استراتيجياً تحالفاتها الاقتصادية مع الأسواق العالمية الرائدة وحققت مستويات قياسية من الاستثمارات الأجنبية والتجارة غير النفطية، حيث وصلت إلى أحجام غير مسبوقة.

في الأشهر التسعة الأولى من عام 2024 وحده، وصلت التجارة إلى مستويات تاريخية تجاوزت 2.8 تريليون درهم.

لقد اختبرت الهجمات الإرهابية الحوثية المدمرة على المواقع المدنية داخل الدولة قبل ثلاث سنوات قدرة الإمارات على الحفاظ على زخمها الاقتصادي.

وقد تم إحياء ذكرى هذه الأحداث مؤخراً، مما سلط الضوء على صلابة اقتصاد الإمارات، الذي يفتخر الآن بأحد أسرع معدلات النمو في العالم.

وتؤكد هذه المرونة على بروز الإمارات كقطب عالمي للتجارة والاستثمار وجذب المواهب، مما يظهر أن طموحاتها في التنمية تظل ثابتة في مواجهة تهديدات الإرهاب.

لقد شهدت التجارة الخارجية غير النفطية للدولة نمواً استثنائياً خلال هذه السنوات، مما أدى إلى تحقيق رقم قياسي جديد في حجم التجارة.

وتتوقع الإمارات أن تتجاوز عتبة الناتج المحلي الإجمالي 1.7 تريليون درهم لأول مرة في 2024.

بالإضافة إلى ذلك، شهد عام 2024 تأسيس 200,000 شركة جديدة، ومن المتوقع أن يصل الاستثمار الأجنبي المباشر إلى 130 مليار درهم، ارتفاعاً من 111 مليار درهم في 2023. وتحتل الإمارات الآن المرتبة الأولى إقليمياً والمرتبة الحادية عشرة عالمياً في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.

استراتيجياً، وقعت الإمارات شراكات اقتصادية شاملة مع 24 دولة عبر خمس قارات، حيث تم توقيع 18 اتفاقية رسمياً وستة منها دخلت حيز التنفيذ.

علاوة على ذلك، انتهت المفاوضات الخاصة بستة اتفاقيات أخرى في انتظار التوقيع الرسمي.

أصدرت الجهات المحلية للتنمية الاقتصادية والمناطق الحرة، بدعم من وزارة الاقتصاد الإماراتية، أكثر من 200,000 ترخيص اقتصادي جديد في 2024. ويسجل السجل الاقتصادي الموحد للدولة حالياً ما يقرب من 1.1 مليون منشأة.

كما ازدهر قطاع السياحة، حيث استقبلت الإمارات حوالي 29 مليون سائح في 2024، مما يمثل زيادة بنسبة 8%.

وساهم هذا القطاع بحوالي 236.4 مليار درهم في الناتج المحلي الإجمالي، بنمو قدره 7.6%.

قامت مطارات الإمارات بمعالجة 150 مليون مسافر، وسجلت الفنادق أكثر من 105 مليون ليلة إقامة مع أكثر من 30 مليون ضيف.

وحظي مطار زايد الدولي في أبوظبي بإشادة عالمية ملحوظة، بما في ذلك جائزة 'أجمل مطار في العالم'، مشيرة إلى تصميمه المعماري المبتكر.

خدم المطار أكثر من 30 مليون مسافر في 2024، مما عزز مكانة الإمارات كقطب طيران محوري.

في قطاع الطاقة، شهد عام 2024 بدء دولة الإمارات العمليات التجارية في الوحدة الرابعة من محطة براكة للطاقة النووية.

وتمثل هذه المرة الأولى التي تعمل فيها جميع الوحدات الأربعة بكامل طاقتها، حيث تنتج مجتمعةً 40 تيراواط ساعة من الكهرباء النظيفة سنوياً، وتلبي 25% من الطلب في البلاد دون انبعاثات كربونية.

تقدمت الإمارات في مؤشرات التنافسية العالمية، متصدرةً في جودة البنية التحتية ومرونة بيئة الأعمال وجاذبية الاستثمار.

حققت مراتب متقدمة في مؤشر سهولة ممارسة الأعمال لعام 2024 والمركز الثالث عالمياً في مؤشر خدمات اللوجستيات، مما يعكس كفاءة البنية التحتية المتقدمة.

تعكس هذه الإنجازات الأسس الاقتصادية القوية للإمارات وقدرتها على التغلب على التحديات بمرونة وقوة.

ومع استمرار الاقتصادات الكبرى في تشكيل شراكات طويلة الأمد مع الإمارات، تعزز الأمة مكانتها بين أقوى الاقتصادات في العالم، مما يحبط الأجندات الإرهابية بنجاح.