شهدت الأسواق المالية العالمية تراجعًا كبيرًا، حيث انخفضت القيمة السوقية الإجمالية للأسهم بنحو 9.5 تريليون دولار على مدى ثلاثة أيام.

وقد نُسب هذا التراجع بشكل كبير إلى موقف الرئيس دونالد ترامب الحازم في الحفاظ على الرسوم الجمركية الشاملة المفروضة على دول متنوعة، مما أثار تدابير انتقامية من الصين، ورفع المخاوف بشأن التأثير المحتمل على الاقتصاد العالمي.

في الولايات المتحدة، أفادت بورصات الأسهم بخسائر كبيرة، حيث خسرت سوق الأسهم الأمريكية حوالي 6.6 تريليون دولار على مدار الخميس والجمعة فقط—وهو أكبر تراجع يومين مسجل حسب بيانات داو جونز.

يعكس هذا الانخفاض الحاد تراجع ثقة المستثمرين في احتمال تغير السياسة من إدارة ترامب بشأن الرسوم الجمركية.

على منصة التواصل الاجتماعي "فرات ثوت"، أطلق الرئيس ترامب تهديدًا مباشرًا ضد الصين، مشيرًا إلى أنه إذا لم تنسحب البلاد من الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية، التي وصفها بأنها مفرطة—معدل 34%— فسيفرض رسومًا إضافية بنسبة 50% اعتبارًا من 9 أبريل، وبالتالي إنهاء جميع المناقشات التجارية مع الصين.

خلال تداولات الصباح في وول ستريت، افتتحت المؤشرات الرئيسية على انخفاض حاد، مع بحث المستثمرين عن ملاذ في السندات الحكومية بسبب المخاوف المحيطة بنمو الاقتصاد العالمي المرتبط بالنزاعات الجمركية الجارية.

انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.45%، بينما ارتد مؤشر S&P 500 قليلاً بنسبة 0.37% بعد تراجع أولي.

شهد مؤشر ناسداك المركب انتعاشًا، حيث ارتفع بنسبة 0.79%.

في أوروبا، تعرضت الأسواق المالية أيضًا للضرر، حيث وصلت إلى أدنى مستوياتها في 16 شهرًا، مع تقييم المستثمرين لاحتمالية حدوث ركود وشيك بعد الإعلان الأخير عن الرسوم الجمركية الأمريكية الشاملة.

انخفض مؤشر Stoxx 600 بنسبة 1.23%، وتراجع مؤشر DAX الألماني بنسبة 3.8%، وانخفض مؤشر Financial Times في المملكة المتحدة بنسبة 4.16%، في حين انخفض مؤشر CAC الفرنسي بنسبة 4.51%.

وفي الوقت نفسه، انخفض مؤشر نيكاي الياباني إلى أدنى مستوى له منذ عام ونصف، مدفوعًا بتراجع كبير في قطاع البنوك، الذي شهد انخفاضًا في الأسهم بأكثر من 17% خلال جلسة التداول.

بشكل عام، انخفض مؤشر نيكاي بنسبة 8.8%، مما يعكس المخاوف المستمرة من الركود العالمي التي تفاقمت بسبب عدم اليقين المرتبط بالرسوم الجمركية.