زيادة في إعلانات جراحة إطالة الأطراف تستهدف ضحايا التنمر
تروج حملات وسائل التواصل الاجتماعي لجراحات تجميلية مكلفة، مما يثير مخاوف صحية بين المهنيين الطبيين.
شهدت الأشهر الأخيرة زيادة في الإعلانات التي تروّج لجراحة إطالة الأطراف على منصات التواصل الاجتماعي، مستهدفة بشكل خاص الأفراد غير الراضيين عن طولهم.
كانت هذه الإجراءات تهدف في الأصل إلى معالجة التشوهات الخلقية واختلافات طول الساقين، لكنها تُقدم الآن كحلول سريعة وسهلة لمن يسعى لتعزيز تقديره الذاتي من خلال زيادة الطول.
تشير التقارير إلى أن إعلانات مختلفة، يُزعم أنها من عيادات خارج البلد الأم، تثير الاهتمام من خلال اقتراح هذه العمليات كعلاج لقصر القامة.
في مقاطع الفيديو الترويجية، يبدو أن المشاركين يعانون من زيادة دراماتيكية في الطول تبدو وكأنها تحدث على الفور.
غالبًا ما تشمل هذه الإعلانات حزمًا جذابة تغطي تكاليف الجراحة، وإقامة في غرف VIP، وجولات سياحية مجانية.
تظهر هذه الظاهرة تحولًا في التصور المحيط بمثل هذه العمليات، حيث تنتقل من حاجة طبية بحتة إلى خيار تجميلي يهدف إلى تخفيف آثار السخرية والتنمر.
أصدر الأطباء تحذيرات ضد الخضوع لمثل هذه العمليات لأسباب جمالية بحتة، مشيرين إلى مخاطر صحية كبيرة، بما في ذلك إصابات الأعصاب والشرايين.
يحذرون من الإعلانات من العيادات الخارجية التي تقدم خيارات低 الكلفة، والتي تركز بالأساس على الجانب التجاري بدلًا من الرعاية ما بعد العملية.
وفقًا للاختصاصيين، فإن نجاح عمليات إطالة الأطراف يعتمد بنسبة 30% تقريبًا على العملية الجراحية و70% على الرعاية ما بعد العملية، مما يبرز أهمية فترة التعافي، التي تؤثر على الحركة.
يتناسب الطلب المتزايد بين الشباب على هذه العمليات مع تجارب التعليقات السلبية أو التنمر خلال سنوات التكوين، مما يدفع الأفراد لرؤية الجراحة كوسيلة لبناء الثقة وتحقيق النجاح الشخصي والمهني.
علق الدكتور أحمد بن عبد العزيز الحداد، المفتي العام ومدير دائرة الفتوى في دبي، أن عمليات إطالة الأطراف مسموح بها في الحالات التي تعالج مشكلات طبية ناتجة عن حوادث أو تشوهات خلقية، لكن الخضوع لها لأغراض جمالية فقط غير مسموح به وفقًا للشريعة الإسلامية، حيث يعد تغييرًا لخلق الله.
كشفت المراسلات مع عدة عيادات خارجية عن هياكل تسعير متنوعة لهذه العمليات.
أشارت إحدى المؤسسات إلى أن التكاليف تتراوح بين 23,000 إلى 46,000 دولار أمريكي لأنواع مختلفة من الإجراءات، والتي تشمل الفحوصات الطبية الأولية، والنقل، والإقامة.
اقتبست عيادة أخرى في بلد مجاور ما يقرب من 300,000 درهمٍ إماراتي (81,667 دولار أمريكي) لتكاليف الجراحة.
تشير الأوصاف التفصيلية للإجراءات إلى طريقتين رئيسيتين: طريقة "الإطالة" التي تكلف 23,000 دولار، تستخدم دبابيس داخلية ومثبتات خارجية لتحقيق زيادة في الطول تتراوح بين 6 إلى 17 سنتيمترًا؛ وطريقة "الدقة" التي يبلغ سعرها 46,000 دولار، تستخدم تقنية مبتكرة مع دبابيس مغناطيسية لتحقيق زيادة مماثلة في الطول.
تُقدّر فترة الشفاء الكاملة من هذه العمليات ما بين 9 إلى 12 شهرًا.
يتميز جراحة إطالة الأطراف بالتعقيد، حيث تنطوي على كسر عظام الساق واستخدام أجهزة متخصصة لدعم الشفاء أثناء إطالة العظام تدريجياً.
يواجه غالبية المرضى الذين يخضعون للجراحة عادةً اختلافات كبيرة في طول الساقين أو اضطرابات نمو، مثل قصر القامة، ويتطلبون تدخلًا طبيًا عندما يتجاوز الاختلاف 130 إلى 140 مليمترًا.
لا تزال المخاوف تحيط بتطبيع هذه العمليات لأغراض تجميلية.
أشار المهنيون الصحيون إلى المخاطر الكبيرة المرتبطة بإطالة الأطراف الاختيارية، بما في ذلك إمكانية تلف الأعصاب، والإصابات الوعائية، والالتهابات ما بعد الجراحة المرتبطة بالأجهزة الخارجية.
يمكن أن تتفاوت أوقات التعافي لهذه العمليات بشكل كبير، وعادة ما تتراوح بين 4 إلى 8 أشهر، اعتمادًا على الصحة العامة للمريض وعمره.
تعتبر تكاليف الإجراءات الجراحية كبيرة، وتعكس التكنولوجيا المتقدمة المستخدمة والخدمات التأهيلية اللازمة.
أعرب الدكتور عاطف حسن، أخصائي العظام، عن القلق بشأن تجارية جراحة إطالة الأطراف، حاثًا الأفراد على التعامل مع هذه الإجراءات بحذر نظرًا لغياب الرعاية اللاحقة المبرز في العديد من الإعلانات.
وأشار إلى أن هذه العمليات ينبغي أن تُجرى بشكل انتقائي ومراقبتها عن كثب لمنع المضاعفات، مع إجراء العمليات للمرضى الأطفال على مراحل بدءًا من سن الرابعة لتحقيق الطول المطلوب قبل النضج.
أفادت الدكتورة رنا أبونكد، أخصائية نفسية سريرية، أن العديد من الأفراد يسعون إلى هذه العمليات بسبب عدم الرضا العميق عن مظهرهم، وغالبًا ما يرتبط ذلك بتجارب سابقة أثرت سلباً على تقديرهم الذاتي.
يتزايد القلق إذ يتم الخلط بين القامة الجسدية والقبول الاجتماعي والنجاح المهني، مما يجبر الناس على متابعة الخيارات الجراحية التي يعتقدون أنها قد تعزز من قيمتهم المدركة.
على الرغم من أن بعض المرضى قد يشعرون بزيادة في الثقة بعد الجراحة، فإن عدم تحقيق النتائج المتوقعة قد يؤدي إلى الإحباط، حيث أن الألم أثناء التعافي يطرح أيضًا تحديات نفسية خاصة به.
يتأثر المراهقون بشكل خاص بهذه الضغوط بينما يشقون طريقهم خلال مراحل تطوير الهوية وتقدير الذات، وغالبًا ما يجذبون إلى معايير الجمال الاجتماعية التي تساوي الطول بالجاذبية والإنجاز.
تُبرز أهمية التقييمات النفسية قبل النظر في الإجراءات التجميلية كضرورية لضمان بقاء الأفراد متوقعين بشكل واقعي بالنسبة لنتائج الجراحة وفهمهم أن هذه العمليات لا يمكنها معالجة القضايا الأعمق المتعلقة بصورة الذات.
Translation:
Translated by AI
Newsletter
Related Articles