إن التصعيد الأخير للصراع يثير تساؤلات ملحة حول استقرار لبنان ووحدته السياسية.
تستمر المشهد الاجتماعي والسياسي المعقد في لبنان في مواجهة التوترات حيث يدخل البلد فترة احتفالات جديدة تتسم بالعنف.
بعد غياب يزيد عن عشر سنوات عن البلاد، شهد العائدون مؤخرًا تذكيرًا حادًا بالنزاعات التاريخية التي عانت منها المنطقة.
في الليلة الأولى من عيد الأضحى، أُفيد بأنه تم إطلاق وابل من الصواريخ من إسرائيل على الضواحي الجنوبية لبيروت، مما يذكر بأحداث النزاعات السابقة المرتبطة بالحرب الأهلية اللبنانية المضطربة.
خلال نفس المناسبة الاحتفالية في العاصمة، اندلعت أعيرة نارية احتفالية في عدة أحياء، تزامنًا مع عيد الأضحى وكذلك مع عيد القديس مارون، الذي له أهمية للجالية المسيحية.
لقد أدت مثل هذه الأحداث إلى تجديد المخاوف بين السكان، الذين يتذكرون فترات الاضطراب السابقة.
على الرغم من العنف المستمر، تُظهر بيروت مرونتها من خلال أنشطة اجتماعية وثقافية حيوية.
تبقى المدينة نشطة مع مجموعة من المطاعم والمسارح والتجمعات العامة، مما يعكس روح تحمل بين سكانها.
وقد لاحظ المراقبون مناظر المدينة المشرقة، حتى في ظل التحديات المبلغ عنها بشأن إمدادات الكهرباء.
يعبر العديد من المواطنين عن دفء الترحيب والضيافة، مستقبلين الزوار بأذرع مفتوحة.
تظل المسألة: متى ستُغمد سيوف النزاع في لبنان؟
بينما تتباين المشاعر بين السكان، يبرز الخبراء أهمية معالجة الانقسامات الداخلية في لبنان، خصوصًا فيما يتعلق بالتعامل الجماعي مع الجماعات المسلحة داخل الدولة.
المناخ الجيوسياسي الحالي يسلط الضوء على ضعف البلاد، وخاصة فيما يتعلق بعلاقتها مع إسرائيل، التي توصف بأنها خصم قوي مدعوم بدعم عسكري عالمي كبير.
تتحول المحادثات بين المواطنين اللبنانيين بشكل متكرر نحو مسألة توحيد القوات المسلحة تحت سلطة الدولة.
مع تباين الآراء، يتفق الكثيرون على ضرورة الوحدة السياسية والتعاون المتبادل بين الطوائف المتنوعة في البلاد كخطوات أساسية نحو مستقبل مستقر.
تقوم الحكومة الحالية ببذل جهود للتعامل مع هذه المسألة الحساسة، محاولين إقناع جميع الفصائل بالمشاركة بشكل إيجابي في بناء الأمة بدلاً من التصرف كخصوم.
تعكس الأسواق والمطاعم المزدحمة خلال موسم الاحتفالات مستوى من الطبيعية، على الرغم من أن المحادثات غالبًا ما تكشف عن تيارات من القلق بشأن وحدة لبنان وأمنه.
يجادل الكثيرون بأن حل القضايا الداخلية هو أمر أساسي لتحقيق حل سلمي للضغوط الخارجية.
وسط التغيرات السريعة في الشرق الأوسط والمسار غير المؤكد للبنان، تبقى الأسئلة مطروحة حول ما إذا كانت الأمة مستعدة للمصالحة أو لصراع إضافي، مع بقاء الزمن هو العامل الحاسم الوحيد.