Dubai Times

Live, Love, Leverage – Ya Habibi!
15. 06. 2025

اضطرابات الشرق الأوسط تطرح تحديات جديدة للاقتصاد العالمي

تثير الأعمال العسكرية الإسرائيلية الأخيرة مخاوف اقتصادية في ظل نمو عالمي هش.
لقد أدت الاشتباكات العسكرية الأخيرة بين إسرائيل وإيران إلى إدخال عدم اليقين بشكل كبير في المشهد الاقتصادي العالمي، الذي هو بالفعل في حالة هشة.

الهجوم، الذي وُصِف بأنه إجراء أحادي، أثار مخاوف بشأن تدابير انتقامية محتملة من إيران، مما زاد من المخاطر على كل من النمو والتضخم.

يشير المحللون إلى أن تداعيات هذا الحدث ستعتمد بشكل كبير على حجم ومدة الضربة الإسرائيلية، وكذلك على شدة رد إيران.

لقد أشارت ردود أفعال السوق بالفعل إلى تزايد المخاوف.

ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 5%، لتصل إلى حوالي 70 دولارًا للبرميل، على الرغم من أنها لا تزال أقل من الذروة التي بلغت حوالي 82 دولارًا للبرميل التي شهدت في يناير 2023. المستثمرون حريصون بشكل خاص على رد الفعل المحتمل من مجموعة أوبك+، والتي قد تؤثر على اتجاهات التسعير المستقبلية في ظل ضغوط التضخم المتزايدة.

شهدت أسواق الأسهم أيضًا انخفاضات، تعكس تسعير عدم اليقين الاقتصادي المتزايد.

تظهر مشاعر المستهلكين والمنتجين علامات تردد، مما يعقد بشكل أكبر عمليات اتخاذ القرار في مختلف القطاعات.

في وقت سابق من هذا الشهر، أشارت توقعات من البنك الدولي إلى تباطؤ في النمو العالمي، حيث تتوقع زيادة قدرها 2.3% فقط في عام 2025، وهو تخفيض تقديري بحوالي نصف نقطة مئوية عن التقديرات السابقة.

بينما لم يتم التنبؤ بحدوث ركود عالمي، حذر البنك الدولي من أنه إذا استمرت مسارات النمو الحالية، قد تشهد السنوات السبع الأولى من هذا العقد أبطأ توسع اقتصادي منذ الستينيات.

تستند هذه التوقعات إلى افتراض أن متوسط ​​سعر النفط سيستقر حول 66 دولارًا للبرميل في عام 2025، وينخفض إلى 61 دولارًا للبرميل في العام التالي، متزامنًا مع انخفاض عام في أسعار السلع.

تتعرض البنوك المركزية الآن للضغط لمراقبة الاتجاهات التضخمية عن كثب، والتي لم يتم السيطرة عليها بشكل حاسم بعد، مما يقلل من احتمال خفض أسعار الفائدة بشكل كبير استجابةً لأي تباطؤ اقتصادي قد يحدث.

في الوقت نفسه، قد تصل أي استجابة مالية حكومية محتملة في ظل ارتفاع أسعار الفائدة المستمرة وازدياد قلق المستثمرين بشأن العجوزات الوطنية ومستويات الديون.

تستعد الدول لضغوط ميزانية إضافية ناجمة عن تراجع إيرادات الضرائب وارتفاع مطالب الإنفاق.

تظهر المضاعفات الاقتصادية بشكل خاص في المملكة المتحدة، حيث أبرزت مراجعة الإنفاق الأخيرة الطبيعة الحرجة للنمو الاقتصادي.

تواجه الأسر البريطانية ارتفاع تكاليف المعيشة وإمكانية زيادة الضرائب في ميزانية أكتوبر القادمة، وهو ما قد يخفف من فعالية أي تخفيضات محتملة في المعدلات من قبل بنك إنجلترا، وهو احتمال أصبح أقل احتمالاً.

علاوة على ذلك، يواجه الاقتصاد العالمي مخاطر غير مباشرة.

مع مرور الوقت، قد تؤدي الاضطرابات الحالية في الشرق الأوسط إلى تقويض الثقة بشكل أكبر في الإطار الاقتصادي العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة، مما قد يؤدي إلى زيادة التجزئة الاقتصادية.

يمكن أن تؤدي هذه الاتجاهات إلى وضع الدول تركيزًا أكبر على الاكتفاء الذاتي داخل حدودها، مما يضعف كفاءة النظام الاقتصادي العالمي.

حتى الآن، أظهرت مؤشرات المالية العالمية الحيوية مثل سندات الخزانة الأمريكية والدولار ردود فعل أولية متحفظة على الهجوم الإسرائيلي.

لقد شهدت ارتفاعات طفيفة لكنها لم تحقق المكاسب الكبيرة التي يتم رؤيتها غالبًا في مثل هذه الظروف، مما يشير إلى اتجاه طويل الأجل محتمل.

تعكس الديناميات المتغيرة تراجع هيمنة الولايات المتحدة في الاقتصاد العالمي وتشير إلى أنه مع تراجع دورها كعنصر أساسي في النظم الدولية، قد تسعى الدول إلى تقليل اعتمادها على الدولار والأصول الأمريكية.

تُعتبر هذه الوضعية المتطورة تذكيرًا بعدد المتزايد من العوامل السياسية والجيوسياسية التي يتعين على الاقتصادات والأسواق إدارتها، مما يعقد الانتقال نحو مشهد اقتصادي أكثر تجزئة وبشكل محتمل غير مستقر.
Newsletter

Related Articles

Dubai Times
×