العراق يستضيف القمة العربية الرابعة والثلاثين وسط تحديات جيوسياسية
يسعى القمة إلى معالجة القضايا المستدامة وتعزيز التعاون بين الدول العربية.
القمة العربية الرابعة والثلاثون تعقد في بغداد، مدينة تسعى لإعادة تأكيد مكانتها في العالم العربي بعد سنوات من الصراع، بما في ذلك الغزو الذي قادته الولايات المتحدة والنزاعات الداخلية اللاحقة.
تأتي القمة في لحظة حاسمة، تتسم بتصاعد التوترات الجيوسياسية والأزمات التي أثقلت كاهل المنطقة العربية، مما عرضها للتدخلات الخارجية واستغلال الموارد.
تظل فلسطين قضية مركزية، حيث كانت الدافع الرئيسي وراء إنشاء الجامعة العربية في مارس 1945، قبل تشكيل الأمم المتحدة.
على الرغم من الاحتلال الإسرائيلي المستمر، إلا أن الجامعة العربية حافظت باستمرار على قضية فلسطين كأولوية، حيث تطورت الأوضاع خلال العامين الماضيين مما أدى إلى حدوث عنف واسع النطاق.
بالإضافة إلى قضية فلسطين، تستمر النزاعات الإقليمية في الانتشار، بما في ذلك الحروب في السودان واليمن وسوريا ولبنان وليبيا، التي غالبًا ما تغذيها القوى الخارجية التي تتدخل تحت ذريعة مكافحة الإرهاب.
ادعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن له تأثيرًا كبيرًا على الشرق الأوسط، مشيرًا إلى إعادة هيكلة شاملة للمنطقة، وهو تصريح أثار القلق بشأن تداعياته على سلامة الأراضي العربية.
في هذا السياق، توفر القمة المقبلة في بغداد فرصة للقادة العرب للرد بشكل جماعي على مثل هذه الادعاءات، مؤكدين ضرورة العمل الموحد في مجال الأمن القومي العربي، والتعاون الاقتصادي، والتعاون العلمي.
ستبرز القمة أيضًا أهمية احترام سيادة الدول العربية الفردية ومواجهة انتشار الميليشيات خارج حدود سلطة الدولة.
تُبرز التحديات التاريخية التي تواجه العالم العربي، التي يتجسد فيها الاضطراب المستمر والحضور المزعج لقوى غير عربية، الحاجة الملحة للتعاون الإقليمي المتماسك.
تشمل القضايا الرئيسية على جدول أعمال القمة حل النزاع الفلسطيني، الذي يؤكد القادة أنه يجب أن يُعطى الأولوية لضمان الاستقرار الإقليمي، إذ يُنظر إلى الحل العادل على أنه أمر حاسم للهدوء العالمي.
من المتوقع أيضًا التركيز على التعاون الاقتصادي، حيث اقترحت القمم العربية السابقة مبادرات متنوعة لم تُحقق بعد بالكامل.
تزداد أهمية المناقشات المتعلقة بالاندماج الاقتصادي، خاصةً مع تحول مشهد التجارة العالمية استجابةً لتغيرات السياسة الأمريكية الأخيرة خلال إدارة بايدن.
تمثل هذه القمة لحظة مهمة للعراق، مما يسمح بإعادة الاندماج في السياق العربي ويقدم منصة للحوار العربي الموحد وسط مشهد جيوسياسي معقد وسريع التطور.