حياة وإرث العَشَا: شاعر من العرب قبل الإسلام
استكشاف مساهمات ميمون بن قيس الجندل، المعروف بالعشّاء، في سياق الأدب والثقافة العربية.
ميمون بن قيس بن جندل، المعروف بأبو بسير والذي يُشار إليه شعبياً بالعُشَاء، كان شاعراً عربياً بارزاً في العصر الجاهلي.
اسم الشهرة، العُشَاء، الذي يُترجم إلى "الأعمى"، يعكس إعاقته البصرية.
كشاعر متميز، يُعتبر واحداً من المساهمين في مجموعة المُعلّقات الشهيرة، وهي سلسلة من القصائد العربية الجاهلية التي تعد شهادة على الفنون والثقافة في ذلك الوقت.
تضمن أسلوب العُشَاء الشعري مجموعة من الموضوعات والأفكار، مُظهراً تنوعاً وعمقاً.
شملت قصائده أشكالاً متنوعة، وغالباً ما كانت تُنشد موسيقياً، وكان معروفاً أنه أداها أمام ملوك عرب وفارسيين، مما ساهم في شهرته عبر ثقافات مختلفة.
لاحظ العلماء وجوداً ملحوظاً للمفردات الفارسية في أعماله، مما يعكس التبادلات الثقافية في تلك الفترة.
عاش حياة طويلة، وامتُنع عن اعتناق الإسلام رغم أنه بلغ فترة ظهور الإسلام.
قبل نهاية حياته، أصبح أعمى تماماً.
وُلِد العُشَاء ومات في قرية منفوحه في منطقة اليمامة، التي تقع جنوب الرياض الحديثة، السعودية.
تظل إقامته جزءاً من التراث التاريخي للمنطقة، جنباً إلى جنب مع قبره.
واحدة من أشهر أبيات شعره تبدأ: "ما بُكاء الشيخ على الأطلال، وسؤالي، ورفضك الإجابة على سؤالي؟" يُظهر هذا الافتتاح طبيعته التأملية ويُعطي لمحة عن مشاعره.
يُنسب للعُشَاء لقب "سنجاه العرب" أو "المزمار العربي"، وهو اسم يُعتقد أنه مشتق إما من جاذبية حرفته وأسلوبه الغنائي أو من كونه أول شاعر يذكر "السنج" (نوع من الآلات الوترية) في شعره.
كتب الشاعر: "ويمكنك سماع السنج إذا تردد في صوت الموسيقي."
تُنسَب هذه اللقب إلى معاوية، الذي أثنى على العُشَاء لقدرته على جذب الجماهير.
يُحتفى بالعُشَاء كواحد من الأربعة شعراء المُعترف بهم بالإجماع كأفضل الشعراء العرب، ممن يتواجدون بين فترة الأدب الجاهلي وبدء الفترة الإسلامية.
من الملاحظ أنه عبر عن مدح النبي محمد، رغم أنه لم يُقبل بالإسلام.
من بين أبياته الشهيرة هناك الأبيات التي تشتمل على إهانة بارزة لمعاصره، العُقبة بن المُعَثَّاة، التي تلتقط بروعة الروح التنافسية في تقليد الشعر العربي: "تُقضي لياليك في راحة، وبطون مُترهلة بينما جيرانك يعانون من الجوع."
طوال مجمل أعماله، قدّم العُشَاء أيضاً حكماً من خلال أمثال استمرت عبر الأجيال.
مثل قوله الشهير: "مثل الكبش الذي يُصدَم صخرة، لا يُؤذيها، بل يُضعف قرنه"، يُظهر مواضيع المرونة ونتائج الجهود الفاشلة.
كما يُشير بيت آخر إلى: "إذا لم تسافر بمؤن من التقوى، فستقابل أولئك الذين أعدوا عند الموت"، مما يعكس فهمه للرؤية الأخلاقية والاستعداد للحياة الآخرة.
إن إرث العُشَاء مُحكم في سجلات التاريخ الأدبي العربي، حيث تتردد إسهاماته في الشعر ورؤاه حول التجارب البشرية مع الجمهور حتى اليوم.
توفر حياته وأعماله رؤى أكاديمية قيمة في البيئة الثقافية للجزيرة العربية قبل الإسلام.
Translation:
Translated by AI
Newsletter
Related Articles