Dubai Times

Live, Love, Leverage – Ya Habibi!
19. 05. 2025

قد تؤدي العقوبات النفطية الجديدة إلى تقويض النفوذ الأمريكي

إدارة الولايات المتحدة تفرض عقوبات إضافية وسط مخاوف بشأن الأسواق النفطية العالمية والتأثير الاقتصادي
في التطورات الأخيرة، كثف إدارة ترامب من نهجها تجاه العقوبات النفطية الدولية، مستهدفة على وجه الخصوص الشركات الآسيوية التي تنقل النفط الإيراني إلى الصين.

تأتي هذه الخطوة خلال جولة دبلوماسية سريعة عبر الشرق الأوسط وهي جزء من استراتيجية أوسع تشمل عقوبات إضافية محتملة ضد روسيا، عقب إجراءات مماثلة من الدول الأوروبية.

بينما لم تكن فرض الرسوم والعقوبات جديدة في السياسة الخارجية الأمريكية - حيث تم استخدامها بشكل متزايد منذ عام 2001 - يبدو أن الإدارة الحالية متحمسة بشكل خاص لاستغلال هذه الأدوات عبر قطاعات مختلفة، بما في ذلك التكنولوجيا الحساسة والمالية، مستهدفة الكيانات التي قد يُنظر إليها على أنها تهديدات لمصالح الولايات المتحدة الاقتصادية.

تاريخياً، كانت العقوبات الكبيرة لها نتائج مختلطة، وغالبًا ما كانت تدفع الدول المستهدفة للتكيف والبحث عن طرق تجارية أو شراكات بديلة.

على سبيل المثال، عقب بدء الحرب بين روسيا وأوكرانيا في عام 2022، فرضت كل من الولايات المتحدة وأوروبا عقوبات على صادرات النفط الروسية.

كانت هذه الإجراءات تهدف إلى إضعاف الاقتصاد الروسي لكنها كانت مصممة بعناية لتجنب ارتفاع مفرط في أسعار النفط العالمية.

وبالتالي، تم السماح بمبيعات النفط الروسي للدول غير الغربية، ولكن بسقف سعري محدد أقل من القيمة السوقية، تحديداً تحت 60 دولاراً لكل برميل.

تشير التحليلات الاقتصادية إلى أن هذه العقوبات قد تسببت بالفعل في بعض الاضطرابات في صادرات النفط الروسية.

تشير أبحاث من بنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس إلى خصومات كبيرة قبلتها روسيا عند إعادة توجيه صادراتها النفطية إلى الأسواق في الهند.

على سبيل المثال، في مارس 2023، اضطرت روسيا على ما يُزعم إلى تقديم خصم قدره 32 دولاراً على نفط الأورال مقارنة بأسعار يناير 2022 نتيجة لارتفاع تكاليف الشحن وزيادة قوة التفاوض لدى الهند.

ومع ذلك، أدت ظهور "أساطيل الظل" السرية إلى تمكين روسيا من التغلب على بعض القيود، مما أتاح شبكة تجارة نفطية موازية تعمل خارج الرقابة الدولية المعترف بها.

تظهر الدراسات الحديثة التي تستخدم نماذج التعلم الآلي أنه بين عامي 2017 و 2023، كانت السفن التجارية تنقل نحو 9.3 مليون طن متري من النفط الخام شهرياً، مما يمثل ما يقرب من نصف صادرات النفط البحرية العالمية، حيث تسيطر الصين على 15% من حجم هذه التجارة.

ردًا على ذلك، تحرك المسؤولون الأمريكيون لفرض عقوبات على الشركات الواقعة في هونغ كونغ التي تشارك في تسهيل هذه التجارة النفطية.

يؤكد المحللون أن العقوبات تكون الأكثر فعالية عندما يتم تنفيذها على الفور، وبشكل واضح ومتوجه، ومدعومة بشكل واسع من الحلفاء العالميين.

ومع ذلك، هناك تساؤلات حول قدرة إدارة ترامب على تأمين مثل هذا الدعم، خاصة في ضوء التوترات السابقة بشأن سياسات التعرفة التي أضعفت العلاقات مع الحلفاء الرئيسيين.

كما أن الجهود السابقة لمنع تصدير التكنولوجيا إلى الصين حققت أيضاً نتائج مختلطة، حيث حققت الصين تقدمًا كبيرًا في تطوير قدراتها التكنولوجية المحلية واستخدمت كيانات طرف ثالث للتغلب على القيود.

على نحو مشابه، نجحت التدابير الأمريكية التي أخرجت روسيا من نظام الرسائل المالية "سويفت" في تقليل التجارة بين روسيا والدول الغربية بشكل كبير، لكنها كانت أقل فعالية في الحد من التجارة مع الدول غير الغربية.

تشير الأدلة إلى أن زيادة استخدام العملات المحلية في التجارة الثنائية مع الدول النامية قد خففت العديد من تأثيرات عقوبات "سويفت".

مع تصاعد التوترات، حددت إدارة ترامب رسوماً محتملة تصل إلى 100% على الدول التي تطور أنظمة دفع غير بالدولار، مجربةً صمود هيمنة الدولار في التجارة العالمية.

ومع ذلك، تحذر السوابق التاريخية من أنه، بينما يمكن أن تكون العقوبات فعالة في ظل ظروف معينة، يجب تطبيقها بحذر وبالتنسيق مع الدول الحليفة لتجنب العواقب السلبية غير المقصودة.

يبقى التركيز الحالي على عقوبات النفط الإيرانية حادًا، حيث يلاحظ المراقبون انخفاضًا مؤخرًا في أسعار النفط بعد مؤشرات على تقدم في المفاوضات مع طهران.

يمكن أن تؤثر نتائج هذه الجهود الدبلوماسية بشكل كبير على فعالية استراتيجية العقوبات التي تتبعها إدارة الولايات المتحدة وتبرز التحديات التي تواجهها في تعزيز النفوذ الاقتصادي في عالم يتسم بتعقيد متزايد.
Newsletter

Related Articles

Dubai Times
×