الهند وباكستان تتفقان على وقف إطلاق النار وسط توترات مستمرة
تؤكد الدولتان على الهدنة بعد اشتباكات عسكرية شديدة، مما يرفع منسوب التفاؤل الحذر بشأن السلام.
اتفقت الهند وباكستان على وقف إطلاق النار، الذي يُعتقد أنه مستمر منذ الإعلان عنه، مما يُعتبر تطورًا مهمًا في سياق التوترات العسكرية المتزايدة بين البلدين. يأتي هذا وقف إطلاق النار بعد أسابيع من العنف الشديد الذي شمل ضربات عسكرية عبر الحدود وأدى إلى وقوع العديد من الضحايا. بدأت التصعيدات الأخيرة عقب حادث مأساوي في 22 أبريل عندما هاجم مسلحون سياحًا في باهالجام، وهي وجهة شهيرة في كشمير الخاضعة للإدارة الهندية، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 26 شخصًا، بينهم 25 هنديًا وطني نيبالي. في أعقاب هذا الحدث، اتّهمت الهند باكستان بدعم الإرهاب، وهو ما نفته باكستان. ردًا على المجزرة، شنّت الهند ضربات انتقامية على باكستان ومناطق كشمير الخاضعة لسيطرتها، مُسمية العملية "عملية ساندور"، مما يُظهر توسيعًا كبيرًا في نطاق الصراع الجغرافي مقارنة بالمناوشات السابقة. في 10 مايو، تم الإعلان عن وقف إطلاق النار، مع تقارير متعددة تشير إلى أن الجانبين كانا في البداية متشككين بشأن المفاوضات. جاء الإعلان من الولايات المتحدة، حيث صرّح الرئيس ترامب على منصة "Truth Social" بأن وقف إطلاق النار الكامل والفوري تم الاتفاق عليه من خلال الوساطة الأمريكية. ومع ذلك، صرّحت وزارة المعلومات الهندية لاحقًا أن الاتفاق تم التوصل إليه مباشرة بين البلدين، مُقللة من دور الولايات المتحدة المزعوم. اعترف رئيس وزراء باكستان، شهباز شريف، بدور الولايات المتحدة في تسهيل الاتفاق، مما يعكس الروايات المختلفة للبلدين بشأن الوساطة الدولية. أكدت كلا البلدين اتفاق وقف إطلاق النار بعد فترة وجيزة من الإعلان، لكن المطالبات بانتهاكات ظهرت تقريبًا على الفور، بما في ذلك اتهامات من الهند بأن باكستان ارتكبت انتهاكات لوقف إطلاق النار في عدة مناسبات. على الرغم من هذه المطالبات، يبدو أن وقف إطلاق النار مستقر، دون تسجيل أي ضربات صاروخية جديدة أو أنشطة طائرات مسيرة في الأيام التي تلت الإعلان. لا يزال الصراع التاريخي حول كشمير قضية خلافية؛ حيث تدعي كل من الهند وباكستان السيطرة الكاملة على المنطقة، على الرغم من أن كل منهما يتحكم في أجزاء منها فقط. منذ استقلالهما في عام 1947، أدت التوترات بانتظام إلى صراعات مسلحة، بما في ذلك ثلاث حروب كبرى. وقد جذبت آخر أعمال العنف انتباه المجتمع الدولي، مما أدى إلى زيادة الضغط على كلا البلدين لاستقرار العلاقات. في أعقاب حصار السياح، علقت الهند التجارة، وأوقفت خدمات التأشيرات، وسحبت مؤقتًا من اتفاقية حيوية لتقاسم المياه مع باكستان. يبقى غير مؤكد ما إذا كانت هذه التدابير ستتم إعادة تثبيتها كجزء من جهد أوسع نحو السلام. بينما أكدت التقارير الأولية على استمرار التبادلات العسكرية حتى بعد تاريخ وقف إطلاق النار، يبدو أن الطرفين يحاولان الالتزام بشروط الاتفاق. علق وزير الدفاع الهندي على العمليات داخل النزاع، مقترحًا أن رسالة تم نقلها بشأن الإرهاب. علاوة على ذلك، أفاد سكرتير الخارجية الهندية ومصادر الدفاع بمستويات جاهزية عالية مستمرة ضمن الجيش، مما يشير إلى أن التوترات لا تزال مرتفعة على الرغم من وقف إطلاق النار. يستمر المحللون في مراقبة الوضع عن كثب بينما يتطور، نظرًا للتعقيدات التاريخية والحساسيات المحيطة بالعلاقات الهندية الباكستانية.
Translation:
Translated by AI
Newsletter
Related Articles