Dubai Times

Live, Love, Leverage – Ya Habibi!
26. 05. 2025

ادعاءات مضللة حول علاجات التوحد غير العلمية تنتشر على الإنترنت

ادعاءات مضللة حول علاجات التوحد غير العلمية تنتشر على الإنترنت

تروج وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت لعلاجات غير موثوقة لاضطرابات طيف التوحد، مما يستدعي تحذيرات صحية من الخبراء.
في الأشهر الأخيرة، تم تداول العديد من منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية بشكل متزايد منتجات طبية وعشبية غير موثوقة تدعي معالجة اضطرابات طيف التوحد.

تروج بعض الصفحات لهذه العلاجات المزعومة، مدعية أنها يمكن أن تقضي بشكل جذري على التوحد، وهو حالة تؤثر على ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم.

رفع المتخصصون في الصحة الأعلام حول مخاطر السعي وراء مثل هذه المزاعم المشبوهة، مشيرين إلى الآثار الصحية السلبية المحتملة على الأطفال التي يمكن أن تنشأ من استخدام هذه العلاجات غير المختبرة.

يجادل الخبراء بأن الطريقة الأكثر فعالية لإدارة التوحد تتضمن التدخل المبكر استنادًا إلى المبادئ العلمية، والدعم العائلي، واحتضان التوحد كجزء من تنوع الإنسانية بدلاً من اضطراب يتطلب علاجًا.

تزداد حدة انتشار المعلومات الصحية المضللة بسبب القدرات السريعة لمشاركة المعلومات عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث يمكن أن تحقق الادعاءات الكاذبة حالة انتشار فيروسية، مع ادعاءات تخدم فقط تقديم الأمل الزائف بشأن العلاجات المعجزة التي تساهم في النقاش المجتمعي.

حذرت مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية من أن تقع الأسر ضحية للإعلانات أو الكيانات التي تروج لعلاجات أو برامج غير معتمدة للأفراد المصابين باضطرابات طيف التوحد.

وأشارت إلى أن أي تدخلات علاجية أو إعادة تأهيل يجب أن تنبع من السلطات الصحية المعتمدة والموثوقة لضمان رفاهية الأطفال وتجنب أي مخاطر صحية أو نفسية تنشأ من المعلومات المضللة أو غير العلمية.

وحذر الدكتور هاني الهنداوي، طبيب الأطفال، من الاتجاه المتزايد لدى الآباء من الأطفال المصابين بالتوحد للجوء إلى هذه العلاجات عبر الإنترنت، موصوفًا إياها بأنها مضللة وقد تكون خطيرة.

وأشار إلى أن التوصيات العلمية لا تدعم علاجات محددة للتوحد بسبب عدم وجود فعالية مثبتة، مقترحًا أنه ينبغي أن تركز بروتوكولات العلاج على البرامج السلوكية المصممة وفقًا للاحتياجات الفردية.

كما أبرز الهنداوي اتجاهاً مقلقًا حيث تعرض الأسر أطفالها لنتائج صحية ضارة بسبب المنتجات التي تم شراؤها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، حيث جاءت تقارير تفصيلية عن آثار ضارة نتيجة هذه الممارسات.

في الإمارات، يواجه الآباء الذين يتلقون تشخيص التوحد تحديات كبيرة، بما في ذلك قوائم الانتظار الطويلة للخدمات، وتفاوت جودة الرعاية، وارتفاع التكاليف المرتبطة بالعلاج في القطاع الخاص.

على الرغم من التقدم المشهود في رفع الوعي بالتوحد وتوفير التدخل المبكر، إلا أن هناك فجوات في الوصول إلى الخدمات والدعم المجتمعي.

أشار الدكتور عماد فراج، استشاري الصحة النفسية للأطفال والمراهقين، إلى أن العديد من الأسر تلجأ إلى وسائل التواصل الاجتماعي بحثًا عن إرشادات، وغالبًا ما تواجه روايات مبالغ فيها بشأن العلاجات المعجزة التي تدعي تغيير حياة الأطفال المصابين.

يدفع الضغط للعثور على حل سريع، جنبًا إلى جنب مع الوصمة المرتبطة بالإعاقات، الآباء نحو الحلول غير الموثوقة، مدفوعين برغبة عميقة في مساعدتهم أطفالهم.

في العديد من الحالات، يصبح العبء العاطفي والمالي من هذه التجارب كبيرًا، خصوصًا عندما لا تسفر العلاجات عن نتائج، مما يؤدي إلى مشاعر الإحباط والذنب بين الآباء.

وأشار فراج إلى أن العلاجات البديلة غير المعتمدة يمكن أن تشمل مواد ضارة وقيود غذائية صارمة، والتي، في غياب الرقابة المهنية، قد تشكل مخاطر صحية جسيمة، مثل سوء التغذية أو غيرها من المضاعفات.

بالإضافة إلى ذلك، أشار إلى أن تعريض الأطفال لعلاجات مؤلمة أو م stressful بشكل متكرر يمكن أن يعزز القلق وفقدان الثقة، مع بقاء خوف التجربة طويلاً بعد انتهاء العلاج.

حققت الإمارات تقدمًا ملحوظًا في صياغة سياسات داعمة للأشخاص ذوي الإعاقة، وإنشاء مراكز متخصصة للتوحد، وزيادة الوعي العام.

ومع ذلك، لا يزال هناك حاجة ملحة لتعزيز التعليم الصحي الموثوق وتنظيم المحتوى الصحي عبر الإنترنت بفعالية.

يمكن أن يقلل الوصول إلى دعم عاطفي وعلمي، خصوصًا في بداية التشخيص، من احتمال لجوء الآباء إلى العلاجات الضارة.

أبلغ مركز الإمارات للتوحد عن العديد من الحالات التي استنزفت فيها الأسر مواردها على علاجات غير فعالة، مما يسلط الضوء على المخاوف بشأن العبء العاطفي وفقدان الثقة الذي ينشأ عندما تكتشف الأسر عدم فعالية هذه الطرق.

يؤكد المركز على أهمية تعليم الأسر بشأن التدخلات الآمنة والداعمة علميًا.

وأضافت المتخصصة في دمج الأطفال زينب خلفان أنه على الرغم من عدم وجود علاجات مؤكدة للتوحد، يمكن أن تحسن طرق التدخل المبكر والفعال بشكل كبير نتائج الأفراد المتأثرين.

بينما لم تحدد الدراسات علاجات محددة، أظهرت فعالية الدعم المنظم وآليات الإدماج في تعزيز تحسين جودة الحياة للأطفال المصابين بالتوحد.
Newsletter

Related Articles

Dubai Times
×